الأسواق المالية بين السوق الرئيسي والموازي: الفروق والفرص الاستثمارية
تُعد الأسواق المالية من الركائز الأساسية لحركة الاستثمار العالمي، إذ توفر قنوات متنوعة تُمكّن المتداولين من توجيه رؤوس أموالهم نحو الأصول التي تتوافق مع تطلعاتهم وأهدافهم.
ويبرز في هذا السياق السوقان الرئيسيان: السوق الرئيسي والسوق الموازي، ولكل منهما خصائص فريدة ومتطلبات محددة تميّزه عن الآخر، سواء من حيث الشركات المدرجة أو نوعية
المستثمرين المستهدفين.

الفرق بين السوق الرئيسي والسوق الموازي
رغم أن السوقين كلاهما منظمان ويخضعان للجهات الرقابية ذاتها، إلا أن هناك عدة فروقات جوهرية، أبرزها:
معايير الإدراج: يشترط السوق الرئيسي التزام الشركات بمعايير صارمة للإدراج، ما يجعله مخصصًا في الغالب للشركات الكبرى
ذات القيم السوقية المرتفعة. أما السوق الموازي فيتميز بمرونة أكبر، ما يجعله ملائمًا للشركات الصغيرة والمتوسطة.
الأسواق الماليةنوعية المستثمرين: السوق الرئيسي مفتوح أمام جميع فئات المستثمرين، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات،
بينما يقتصر السوق الموازي على المستثمرين المؤهلين فقط، مثل المؤسسات المالية والمتداولين ذوي الخبرة.
مستوى السيولة: يتمتع السوق الرئيسي بسيولة مرتفعة نتيجة حجم التداول الكبير وتنوع المستثمرين، بينما يعاني السوق
الموازي من سيولة أقل بسبب عدد الشركات المحدود وقلة المستثمرين.
مستوى المخاطر: السوق الرئيسي يُعد أقل مخاطرة بفضل شفافية الأسواق المالية الإفصاح واستقرار الشركات المدرجة،
في حين ينطوي السوق الموازي على مخاطر أعلى نتيجة مرونة متطلبات الإدراج وطبيعة الشركات النامية.
اكتشاف الأسعار: يوفّر السوق الرئيسي آلية فعّالة وشفافة لتحديد الأسعار، في حين قد يصعب في السوق الموازي تحديد
السعر العادل بدقة بسبب انخفاض التداولات وضعف البيانات المتاحة.

أهمية السوق الموازي
بالنسبة للشركات:
يُتيح للشركات الصغيرة والمتوسطة فرصة الإدراج والحصول على تمويل مباشر من السوق.
يساعد في رفع مصداقية الشركة واستعدادها للانتقال لاحقًا إلى السوق الرئيسي.
يمنح الشركات فرصة لتوسيع قاعدة المساهمين دون التعرض لمتطلبات الإدراج الصارمة.
بالنسبة للمستثمرين:
الأسواق الماليةيوفر فرصًا استثمارية في شركات ذات إمكانيات نمو مستقبلية عالية.
يعزز من تنويع المحفظة الاستثمارية عبر الوصول إلى قطاعات جديدة غير ممثلة في السوق الرئيسي.
يُمكّن المستثمر من الاستفادة من تقييمات الأسهم قبل انتقالها إلى السوق الرئيسي.
الأثر الاقتصادي للسوق الموازي
يمثل السوق الموازي أداة استراتيجية الأسواق المالية لدعم الاقتصاد الوطني عبر:
دعم الابتكار وريادة الأعمال من خلال تشجيع الشركات الناشئة.
تنويع مصادر التمويل بعيدًا عن الاعتماد الكلي على القروض المصرفية.
رفع كفاءة السوق المالية من خلال تعزيز السيولة وتوسيع قاعدة التداول.
توفير مرونة تنظيمية تتيح دخول شركات جديدة لا تستوفي متطلبات السوق الرئيسي.
التداول في السوق الموازي عبر الإنترنت
رغم أهمية السوق الموازي، إلا أن التداول فيه عبر الإنترنت لا يزال محدودًا، ويقتصر على عدد ضئيل من شركات الوساطة المالية التي توفّر هذه الخدمة. وحتى في حال توفرها،
فإن الوصول يظل محصورًا بالمستثمرين المؤهلين، ووفق شروط تنظيمية محددة تضمن الشفافية والحماية من المخاطر.
