تفاؤل بريطاني رغم الضغوط: الأسر تحافظ على ثقتها والديون تتراجع لأول مرة منذ أشهر
ظلت معنويات الأسر البريطانية مرتفعة خلال شهر أكتوبر، مسجّلة ثاني أعلى قراءة منذ يوليو 2024، بحسب مؤشر S&P Global لمعنويات المستهلك البريطاني (CSI) الصادر يوم الاثنين.
ورغم تراجع طفيف في المؤشر من 47.8 في سبتمبر إلى 47.4 في أكتوبر، إلا أنه بقي فوق متوسطه طويل الأجل البالغ 44.4، ما يعكس استمرار حالة التفاؤل الحذر بين الأسر البريطانية، رغم استمرار الضغوط المالية وتحديات تكلفة المعيشة.
تحسن في إدارة الديون وتفاؤل بالمستقبل

كشف التقرير عن انخفاض مستويات الديون للأسر للمرة الأولى منذ سبعة أشهر، في إشارة إلى تحسن إدارة الالتزامات المالية، بدعم من تراجع تكاليف الاقتراض.
وقالت مريم بالوش، الاقتصادية في S&P Global Market Intelligence:
“يشهد الخريف انحسارًا في موجة التشاؤم بين الأسر البريطانية. تفاؤل بريطاني رغم الضغوط فالتقييمات الحالية للأوضاع المالية هي من بين الأعلى منذ بدء جمع البيانات عام 2009، كما أن الأسر تُبدي تفاؤلًا متزايدًا تجاه آفاقها المالية للعام المقبل.”
نمو الدخل وتحفيز الاستهلاك
أظهر الاستطلاع أن النمو القوي في الدخل وارتفاع نشاط أماكن العمل ساهما في تقليص تردد الأسر بشأن الإنفاق على المشتريات الكبيرة.
وسجل نمو الدخل أسرع وتيرة له هذا العام، ليصبح من بين الأقوى في تاريخ المؤشر، ولم يتجاوزه سوى ما تحقق في ديسمبر ويوليو 2024.

تكلفة المعيشة ما زالت تضغط
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، تظل أزمة تكلفة المعيشة تلقي بظلالها على الأسر البريطانية.
ففي الوقت الذي ارتفعت فيه الدخول، تراجعت كمية النقد المتاح للإنفاق بشكل ملحوظ في أكتوبر، وكان معدل الانخفاض الأسرع خلال ثلاثة أشهر.
استقرار سوق العمل رغم التراجع الطفيف
بقي مؤشر معنويات سوق العمل في المنطقة الإيجابية عند 54.2 نقطة مقارنة بـ 55.2 نقطة في سبتمبر، مسجلًا أدنى مستوى في ثلاثة أشهر.
ومع ذلك، فإن هذه الفترة تمثل أطول سلسلة من النتائج الإيجابية منذ بدء السلسلة في عام 2009، مما يعكس قوة سوق العمل البريطاني رغم الظروف الاقتصادية المتقلبة.
