سباق الذكاء الاصطناعي يحتدم: مليارات الدولارات تُضَخّ في سباق التسلح التكنولوجي
شهدت الأسابيع الأخيرة نشاطًا غير مسبوق في صناعة الذكاء الاصطناعي، حيث تسارعت وتيرة الصفقات الضخمة بين عمالقة التكنولوجيا وشركات الرقائق الإلكترونية،
لتؤكد أن سباق الهيمنة على مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يزال في أوجه.
منذ مطلع سبتمبر، كانت شركة OpenAI – المطورة لنظام ChatGPT – محور هذا الحراك المالي الهائل، بعد إعلانها عن اتفاق بقيمة 300 مليار دولار مع شركة Oracle العملاقة
في مجال الحوسبة السحابية، واستثمار ضخم آخر بقيمة 100 مليار دولار من Nvidia، الشركة الأبرز في عالم الذكاء الاصططناعي، إضافة إلى شراكات استراتيجية مع منافسي Nvidia وهما Advanced Micro Devices (AMD) وBroadcom.
ولم تتأخر شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى الأخرى، المعروفة باسم الـHyperscalers، عن الانضمام إلى موجة الإنفاق هذه، حيث كشفت بدورها عن استثمارات جديدة
في النصف الثاني من العام، تؤكد الرهان الجماعي على توسع مستمر في قدرات الذكاء الاصططناعي.

فقاعة محتملة أم نمو مستدام؟
ورغم أن هذه الصفقات عززت التفاؤل بإمكانية استمرار ازدهار قطاع الذكاء الاصططناعي لسنوات قادمة، إلا أن بعض المراقبين بدأوا يُبدون مخاوفهم من الطبيعة الدائرية لهذه الصفقات،
إذ تميل بعض شركات أشباه الموصلات إلى دعم عملائها مباشرة عبر التمويل، ما قد يذكّر بأسلوب التمويل المتبادل الذي سبق فقاعة الدوت كوم في أواخر التسعينيات.
وكتب محللو غولدمان ساكس، ومن بينهم جوزيف بريغز، في مذكرة موجهة للعملاء:
“إعلانات الزيادات الجديدة في الإنفاق الرأسمالي على الذكاء الاصططناعي، رغم ضخامتها، أثارت المخاوف بشأن مدى استدامة هذا الاستثمار على المدى الطويل.”
لكنهم في الوقت ذاته رأوا أن مستويات الإنفاق الحالية تبقى مبررة ومسنودة بتطورات تكنولوجية حقيقية، حتى وإن كان تحديد “الفائزين النهائيين” في هذا السباق لا يزال غير واضح.

الذكاء الاصططناعي كرافعة إنتاجية جديدة
وأشار المحللون إلى أن تطبيقات الذكاء الاصططناعي ترفع من إنتاجية الشركات بشكل ملموس عند تبنيها فعليًا، لكن الاستفادة القصوى من هذه القدرات تتطلب قوة حوسبية هائلة،
خصوصًا مع التوسع السريع في حجم النماذج مقارنة بانخفاض تكاليف الطاقة والمعالجة.
وأكدوا أيضًا أن إجمالي الإنفاق على الذكاء الاصططناعي لا يزال محدودًا، إذ يشكل أقل من 1% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، وهي نسبة أدنى بكثير من مستويات 2% إلى 5% التي سُجّلت خلال الطفرات التكنولوجية الكبرى السابقة.
اقتصاد قوي وسباق لا يتوقف
ويرى المحللون أن قوة الاقتصاد الأمريكي تمنح دفعة إضافية للإنفاق الرأسمالي في هذا القطاع، مشيرين إلى أن رغبة الشركات في الريادة والابتكار ستدفعها للاستمرار في ضخ الأموال نحو زيادة القدرة الحوسبية وتحسين أداء النماذج، بما يمهد الطريق لمرحلة جديدة من الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي قد يُحدث ثورة في مختلف الصناعات
