استثمارات مراكز البيانات تحت المجهر… باركليز يتوقع هبوطًا في تقييمات السوق الأمريكية
تقييمات قياسية تحت المجهر
حذّر بنك باركليز من أن موجة الاستثمارات الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، التي دفعت التقييمات في الأسواق الأمريكية إلى مستويات
غير مسبوقة، قد تواجه تعثراً إذا تباطأ الإنفاق على مراكز البيانات. وأوضح في مذكرة بحثية صدرت يوم الخميس أنّ قطاع الذكاء الاصطناعي
ما زال يمثل فرصة استثمارية قوية، لكنه أشار إلى أنّ «التقييمات مبالغ فيها، وإن لم تصل بعد إلى مستوى الفقاعة»، محذراً من أنّ التقييمات
أكثر هشاشة من الأرباح في حال تراجع النفقات الرأسمالية.

مراكز البيانات… العمود الفقري للنمو
أوضح باركليز أنّ استثمار مراكز البيانات يمثل ما يقارب 25% من إجمالي المبيعات حالياً، وهي نسبة مرتفعة استثمارات مقارنة بالمعايير التاريخية،
لكنها لا تزال أقل من النسبة البالغة 40% التي شهدتها الأسواق خلال فقاعة الدوت كوم. وقدّر البنك أنّ هذا الإنفاق أسهم بنحو نقطة مئوية
واحدة في نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في النصف الأول من عام 2025، من إجمالي نمو بلغ 1.4%. وحذّر من أنّ أي تباطؤ في هذا المسار
قد يفاقم الضغوط الاقتصادية، خاصة إذا ترافق مع ركود ناتج عن عوامل أخرى.
سيناريوهات سلبية وتداعيات على الأرباح
في نموذج افتراضي، توقع باركليز تراجع النفقات الرأسمالية لمراكز البيانات استثمارات بنسبة 20% خلال العامين المقبلين بدلاً من النمو المتوقع
حالياً بنحو 30% سنوياً. ووفقاً لهذه الفرضية، قد تواجه أرباح السهم في مؤشر S&P 500 انخفاضاً يتراوح بين 3 و4% في السنة المالية 2026 وما
يصل إلى 1.5% في 2027. إلا أنّ التأثير الأعمق سيكون على التقييمات، إذ يتوقع البنك استثمارات هبوطاً للمؤشر بنسبة تتراوح بين 10 و13%،
مع انكماش مضاعف الشركات الكبرى والمستفيدين الرئيسيين من الذكاء الاصطناعي بنسبة قد تصل إلى 20%.

مخاطر هيكلية تهدد توسع الذكاء الاصطناعي
حدّد التقرير ثلاثة مخاطر رئيسية قد توقف زخم بناء مراكز البيانات:
- قيود الطاقة: التي تحد استثمارات من قدرة إنشاء مراكز جديدة، مع ملاحظة ارتفاع أسعار الطاقة في منطقة PJM للتسليم في 2026-2027 بنسبة 22%،
- ولولا وضع حد أقصى للأسعار لكانت الزيادة قاربت 45%.
- تحسّن الكفاءات التقنية: الذي قد يقلل من الحاجة إلى مزيد من الحوسبة.
- ضغوط التمويل: حيث قد تتجاوز احتياجات التوسع قدرة الشركات على توليد السيولة.
كما حذّرت وزارة الطاقة الأمريكية من مخاطر انقطاع التيار الكهربائي إذا لم تنجح قدرات التوليد الجديدة في مواكبة الطلب المتزايد.
تداعيات أوسع من قطاع التكنولوجيا
أشار باركليز إلى أنّ التأثيرات قد تمتد إلى ما يتجاوز شركات التقنية. فعندما طُرح نموذج DeepSeek-R1 مفتوح المصدر في وقت سابق من هذا العام،
والذي قدّم أداءً منافساً للنماذج الرائدة بكلفة أقل، شهدت أسهم أشباه الموصلات مثل Nvidia موجة بيع امتدت حتى إلى شركات الغاز الطبيعي
والمرافق التي تغذي مراكز البيانات بالطاقة. وأوضح أنّ الأسهم الأكثر عرضة لتقلبات سردية نمو الذكاء الاصطناعي هي شركات الطاقة والصناعات
والبنية التحتية للشبكات.
