المتداول الممول: فرصتك للاحتراف والربح في أسواق المال
شهدت صناعة التداول خلال السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا لمفهوم المتداول الممول (Funded Trader)،
الذي فتح أبوابًا جديدة أمام الأفراد الراغبين في دخول الأسواق المالية دون الحاجة إلى امتلاك رأس مال شخصي
كبير. ورغم جاذبية هذه الفكرة، إلا أن هذا المجال لا يخلو من التحديات والشكوك. فكيف تصبح متداولًا ممولًا؟ وهل
هو خيار مربح حقًا؟
أولاً: ما هو المتداول الممول؟
المتداول الممول هو شخص أثبت مهاراته التداولية، ونجح في اختبارات التقييم التي تجريها شركات التمويل المعروفة
باسم Prop Trading Firms، ليحصل بعدها على حساب ممول يستخدمه للتداول برأس مال الشركة بدلًا من أمواله
الخاصة. وبفضل هذا الحساب، يتمكّن المتداول من الوصول إلى موارد وأدوات احترافية تساعده على تطوير مهاراته واتخاذ قرارات
تداول أكثر استنارة، مع الالتزام بالقواعد الصارمة التي تفرضها الشركة، مثل:
-
عدم خسارة أكثر من 5% من قيمة الحساب في اليوم الواحد.
-
الالتزام بنسبة خسارة إجمالية لا تتجاوز عادةً 10%.
-
احترام الاستراتيجيات المسموح بها (في بعض الشركات ممنوع السكالبينغ أو التداول المتأرجح).
في المقابل، يحصل المتداول على نسبة من الأرباح تتراوح غالبًا بين 50% إلى 90%، بينما تحتفظ الشركة بالباقي.

ثانياً: كيف تصبح متداولًا ممولًا؟
الشروط الأساسية
-
أن تكون متداولًا متمرسًا بخبرة عملية.
-
أن تبلغ 18 عامًا أو أكثر.
-
أن تقيم في بلد يسمح بهذا النوع من الأنشطة.
خطوات الحصول على الحساب الممول
-
البحث عن الشركات المناسبة: قارن بين شركات التداول الممولة من حيث سمعتها، تكلفة الاختبار، شروط التقييم، ونسبة الأرباح.
-
اختيار الشركة والتسجيل: اختر شركة حسنة السمعة (رغم أن أغلبها غير مرخّص من هيئات كبرى) وسجل بدفع رسوم الاختبار.
-
اجتياز التقييم: يتطلب عادةً مرحلتين:
-
المرحلة الأولى: تحقيق نسبة ربح محددة (مثلاً 8 – 10%).
-
المرحلة الثانية: إثبات الاستمرارية والانضباط.
4.الالتزام بالقواعد: مثل احترام حد الخسائر اليومية، واستخدام إدارة مخاطر سليمة.
5.الحصول على الحساب الفعّال: عند النجاح، تمنحك الشركة حسابًا ممولًا يبدأ من 10,000 دولار وقد يصل إلى ملايين.
ثالثاً: كيفية اختيار شركة التداول الممول
اختيار الشركة المناسبة عامل حاسم، ويجب النظر إلى عدة معايير:
-
شروط التقييم وعدد المراحل.
-
الرسوم والعمولات الخفية والفروقات السعرية (السبريد).
-
الاستراتيجيات المسموح بها (بعض الشركات لا تسمح بالسكالبينغ أو إبقاء الصفقات مفتوحة لعطلة نهاية الأسبوع).
-
الأدوات والمنصات المتاحة (فوركس، أسهم، سلع، عملات رقمية…).
-
نسبة الأرباح للمتداول مقابل الشركة.
-
سمعة الشركة بين المتداولين: بما أن معظم هذه الشركات ليست مرخّصة من هيئات كبرى، فقد تكون بعض الشركات نصابة عبر:
-
جعل الاختبارات شبه مستحيلة.
-
إغلاق الحسابات لأسباب واهية.
-
تأخير أو منع عمليات السحب.
لذلك، من الضروري التدقيق في تجارب الآخرين قبل الالتزام.

رابعاً: نصائح لاجتياز اختبار الحساب الممول
-
إتقان إدارة المخاطر: لا تتجاوز الخسارة اليومية أو الإجمالية المسموح بها (5 – 10%).
-
تطوير استراتيجية تداول مثبتة: اختبرها مسبقًا على حساب تجريبي.المتداول الممول
-
الانضباط والاتّساق: الالتزام بالخطة يقلل الضغط النفسي ويزيد فرص النجاح.
-
التحكم في العواطف: تجنّب الخوف والجشع والطمع؛ فهي من أكثر أسباب الفشل.
-
اختيار الشركة المناسبة: راجع شروطها بدقة من حيث الأرباح، الأهداف، الرسوم، وحد السحب.
خامساً: هل التداول الممول مربح؟
الجانب الإيجابي
-
يمنحك فرصة تداول برأس مال ضخم دون المخاطرة بأموالك الخاصة.
-
يوفر موارد وأدوات احترافية.
-
إمكانية تحقيق أرباح مجزية إذا كنت منضبطًا.
الجانب السلبي
-
القواعد صارمة جدًا، وأي خطأ قد يؤدي لخسارة الحساب.
-
معظم الشركات غير مرخصة، مما يرفع خطر الاحتيال.
-
ضغوط نفسية شديدة عند التداول بأموال كبيرة.
مثال عملي:
إذا منحتك الشركة حسابًا بقيمة 100,000 دولار، وحققت أرباحًا بنسبة 5% (5,000 دولار)، مع نسبة مشاركة
أرباح 80%، فستحصل على 4,000 دولار، بينما تذهب 1,000 دولار للشركة.
سادساً: لمن يناسب هذا النموذج؟
-
المتداولين ذوي الخبرة والالتزام.المتداول الممول
-
من لا يملكون رأس مال كبير لكن لديهم استراتيجية ناجحة.
-
من يجيدون إدارة المخاطر والتحكم في العواطف.
الخلاصة
التداول الممول يمثل فرصة حقيقية للمتداولين الطموحين الذين يمتلكون الانضباط والخبرة، لكنه ليس طريقًا سهلًا أو
مضمونًا. النجاح فيه يعتمد على مهاراتك واستراتيجيتك بقدر ما يعتمد على اختيار الشركة المناسبة.
فإن أحسنت الاختيار وأتقنت الانضباط، قد يكون هذا الطريق مدخلًا إلى أرباح مستمرة ومستقبل مالي واعد، أما إن تعاملت
معه بعشوائية، فقد ينتهي بك المطاف بخسارة الوقت والمال دون عائد يُذكر.المتداول الممول
