ارتفاع أسعار النفط وسط تصاعد التوترات الروسية الأوكرانية وضعف الدولار
شهدت العقود الآجلة للنفط الخام ارتفاعًا في التعاملات الآسيوية يوم الثلاثاء، مدفوعةً بمخاوف متزايدة حول اضطرابات محتملة
في الإمدادات النفطية الروسية، إلى جانب استفادتها من تراجع قيمة الدولار الأمريكي.
ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط لشهر أكتوبر بنسبة 0.24% لتسجل نحو 63.45 دولارًا للبرميل بعد أن لامست مستوى 63.52 دولارًا.
في المقابل، ارتفع خام برنت لشهر نوفمبر بنسبة 0.3% ليبلغ 67.63 دولارًا للبرميل، مع اتساع الفارق السعري بين خام برنت وغرب تكساس
إلى 4.13 دولارات. وتلقى النفط دعمًا إضافيًا من انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.06% ليصل إلى 96.84 نقطة.
التوترات الجيوسياسية تدفع الأسعار
تصاعدت المخاوف بشأن الإمدادات بعد هجمات أوكرانية استهدفت منشآت نفطية روسية خلال الأسابيع الأخيرة،
ما دفع موسكو لشنّ هجوم كبير على مدينة زابوريجيا الأوكرانية. كما دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى فرض
عقوبات أشد على قطاع النفط الروسي، بما في ذلك استهداف المشترين الرئيسيين مثل الهند والصين، مع فرض
تعريفات تجارية بنسبة 50% على الهند في أواخر أغسطس.
ورغم توقعات بزيادة المعروض العالمي خلال الأشهر المقبلة بفضل إنتاج أوبك والدول غير الأعضاء، ساهمت هذه
التوترات في تعزيز الأسعار وتعويض التوقعات الضعيفة للطلب، خصوصًا مع استمرار تباطؤ التعافي في الصين واحتمال
تراجع استهلاك الوقود الأمريكي خلال موسم الشتاء. وقدّر محللو برنشتاين أن خام برنت قد يهبط إلى 60 دولارًا للبرميل
إذا استمر فائض الإمدادات، والذي قد يصل إلى 1.9 مليون برميل يوميًا خلال هذا الربع
ضعف الدولار يدعم السوق قبيل قرار الفيدرالي
حظي النفط أيضًا بدعم من تراجع الدولار الأمريكي مع ترقب الأسواق لقرار الاحتياطي الفيدرالي المنتظر هذا الأسبوع.
وتشير التوقعات إلى خفض الفائدة بما لا يقل عن 25 نقطة أساس يوم الأربعاء في ظل تباطؤ سوق العمل، وهو
ما قد يدعم النشاط الاقتصادي ويعزز الطلب على النفط، رغم استمرار حالة عدم اليقين بشأن مسار التضخم.
بهذا، يبقى مسار أسعار النفط مرهونًا بتطورات الأزمة الروسية الأوكرانية وقرارات السياسة النقدية الأمريكية،
في ظل موازنة الأسواق بين مخاطر وفرة الإمدادات وحوافز زيادة الطلب المحتملة.
