إدارة المخاطر في التداول في عام 2025
تُعد إدارة المخاطر أحد أهم الأعمدة التي يقوم عليها التداول الناجح في الأسواق المالية،
حيث لا يكفي الاعتماد فقط على التحليل الفني أو الأساسي لتحقيق الأرباح، بل يجب على
المتداول أن يُحسن التعامل مع المخاطر التي قد تواجهه أثناء تنفيذ صفقاته. وفي ظل
تقلبات الأسواق المستمرة، تصبح إدارة المخاطر ضرورة لا يمكن التغاضي عنها، كما أنها
تُعتبر أداة حماية للمحفظة الاستثمارية من الخسائر الكبيرة.

الخسارة جزء من التداول
من الأساسيات التي يجب على المتداول أن يدركها، هي أن الخسارة جزء لا يتجزأ من عملية
التداول، كما أن النجاح لا يعني الربح في كل صفقة، بل القدرة على تقليل الخسائر وتعظيم
الأرباح على المدى الطويل. حيث إن المتداول الناجح لا يُركز فقط على كم عدد الصفقات الرابحة،
بل على نسبة العائد إلى المخاطرة في كل صفقة، وهذا المفهوم يُعد جوهريًا في بناء استراتيجية
تداول متزنة.
مخاطر الرافعة المالية
بينما يسعى بعض المتداولين لتحقيق أرباح سريعة عبر استخدام رافعة مالية عالية، فإن هذا
النهج يحمل في طياته مخاطرة كبيرة، قد تؤدي إلى خسارة رأس المال بالكامل في حال تحرك
السوق عكس التوقعات. لذلك، فإن استخدام الرافعة المالية يجب أن يكون بحذر وبما يتناسب
مع حجم الحساب وخطة التداول الموضوعة مسبقًا.

أهمية أوامر وقف الخسارة
كما أن وضع أمر إيقاف الخسارة (Stop Loss) في كل صفقة يُعد من الأدوات الفعالة في الحد
من المخاطر، حيث يُحدد المتداول مسبقًا الحد الأقصى للخسارة التي يمكنه تحملها في الصفقة
الواحدة. هذا الأسلوب يمنع التأثر العاطفي في القرارات، ويُساهم في الالتزام بالخطة التداولية
الموضوعة. بالإضافة إلى ذلك، يُستحسن تنويع الأصول المستثمرة وعدم الاعتماد على أصل
واحد، وذلك لتقليل تأثير تقلبات سوق معين على المحفظة ككل.
إدارة رأس المال والانضباط
من جهة أخرى، يجب ألا يتجاهل المتداول أهمية إدارة رأس المال، حيث يُفضل ألا يُخاطر بأكثر
من 1-2% من رأس المال في صفقة واحدة. هذه النسبة تضمن البقاء في السوق لفترة أطول،
حتى في حال توالي بعض الصفقات الخاسرة. وبينما يُغري السوق بالكثير من الفرص اليومية،
إلا أن الانضباط هو ما يميز المتداول المحترف عن العشوائي.
