من الفيدرالي إلى النحاس.. قرارات مرتقبة وأسواق مضطربة
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، إنه سيعلن عن مرشّحه لشغل المقعد الشاغر في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي
قبل نهاية الأسبوع. وأشار إلى أنه حصر قائمة المرشحين المحتملين لخلافة رئيس المجلس، جيروم باول، في أربعة أسماء فقط.

وفي تصريحاته من البيت الأبيض، فرّق ترامب بين تعيين بديل لأدريانا كوجلر، التي أعلنت استقالتها المفاجئة ومغادرتها للمجلس يوم الجمعة المقبل،
وبين اختيار من سيخلف باول، الذي تنتهي ولايته في مايو المقبل. ولفت إلى أن باقي مقاعد المجلس مشغولة بأعضاء ولاياتهم ممتدة لسنوات،
مما يضفي أهمية خاصة على تعيين بديل كوجلر نظراً لإمكانية تأثيره على هوية رئيس الاحتياطي الفيدرالي المقبل.
يأتي هذا الحراك داخل المؤسسة النقدية الأمريكية في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابات ملحوظة، أبرزها التراجع المتواصل في أسعار النحاس،
أحد أهم المعادن الصناعية.

فقد واصلت أسعار النحاس هبوطها يوم الأربعاء، وسط توقعات بتحقيق مزيد من التراجع بعد أن قررت الولايات المتحدة إعفاء النحاس المكرر من التعريفات الجمركية.
وأشارت شركة الأبحاث “BCA Research” في تقرير حديث إلى أن هذا التراجع لم يبلغ نهايته بعد، مرجحة استمرار الضغوط على الأسعار بفعل وجود فائض كبير في
المخزون الأمريكي، ما قد يؤدي إلى انخفاض حاد في الواردات خلال الأشهر المقبلة.
ووفقًا للتقرير، من المحتمل أن تبدأ الولايات المتحدة بتصدير جزء من هذا الفائض، مما يضيف مزيدًا من الضغط على الأسعار في السوق العالمية. كما حذّرت الشركة
من أن فرض تعريفات على منتجات النحاس النهائية قد يُضعف الطلب الخارجي، ويؤثر سلبًا على استهلاك النحاس الخام في المصانع الأجنبية.
وتوقعت “BCA” أن تعكس حركة أسعار النحاس خلال الفترة المقبلة التباطؤ في التجارة العالمية وضعف نشاط التصنيع، مما يضع تحديات كبيرة أمام هذا المعدن
الحيوي. ورغم هذه الصورة القاتمة على المدى القصير، ترى الشركة أن الانخفاض الحالي يفتح المجال أمام فرص استثمارية واعدة للمستثمرين الراغبين في بناء مراكز
طويلة الأجل في سوق النحاس.
