لماذا تنطوي تجارة العملات الأجنبية (الفوركس) على مخاطر؟
يُعدّ تداول العملات الأجنبية أو ما يُعرف اختصارًا بالفوركس (Forex) من أكثر أشكال الاستثمار رواجًا وانتشارًا
في الأسواق المالية العالمية. تقوم فكرته الأساسية على التعامل مع العملات الأجنبية كسلع قابلة للبيع والشراء،
وتتم هذه العمليات من خلال شركات وساطة متخصصة تتيح للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم تنفيذ صفقات
التداول عبر شبكة الإنترنت، باستخدام ما يُعرف بنظام التداول خارج المقصورة (OTC – Over the Counter).
ومثل أي شكل من أشكال الاستثمار، فإن تداول الفوركس لا يخلو من المخاطر، بل إنه يندرج ضمن فئة الأسواق عالية
المخاطرة، رغم ما يتمتع به من مزايا عديدة مثل السيولة العالية وسهولة الدخول إليه، إلا أنّ هذه المزايا قد تتحوّل في بعض
الأحيان إلى مصادر للمخاطر في حال أُسيء استخدامها أو تم توظيفها دون دراية كافية بطبيعة السوق.
في هذا السياق، من الضروري فهم أن سوق العملات الأجنبية يتعامل في الأساس مع أسعار صرف العملات الوطنية، وهو
سوق يتأثر بعوامل متعددة، تشمل التحليلات الاقتصادية، والسياسات النقدية، والتطورات الجيوسياسية، وحتى الحالة النفسية
للمتداول نفسه. لذلك، فالمعرفة المتعمّقة بالسوق والوعي بالمخاطر المصاحبة تُعدّ من الشروط الأساسية للنجاح فيه.
أنواع المخاطر في سوق الفوركس
1. مخاطر استخدام الروافع المالية ونظام الهامش:
من أبرز السمات التي يتميز بها سوق الفوركس هي إمكانية استخدام الروافع المالية، وهي أدوات مالية تتيح للمتداول التحكم في
مبالغ ضخمة من الأموال مقارنة بما يملكه فعليًا في حسابه الاستثماري. وتعمل هذه الروافع بنظام الهامش، حيث يتم حجز جزء
صغير من رأس المال مقابل فتح صفقات تفوق حجمه بأضعاف.
وعلى الرغم من أن هذه الميزة تتيح للمستثمرين الأفراد فرصة الدخول إلى السوق وتحقيق مكاسب كبيرة، إلا أنها تحمل في طياتها
مخاطرة كبيرة؛ فبقدر ما تُضاعف الرافعة من الأرباح المحتملة، فإنها تُضاعف كذلك الخسائر، لا سيما في الأسواق المتقلبة. وقد يجد
المتداول نفسه مُجبرًا على دفع هامش إضافي أو الخروج من الصفقة في حال تحرك السوق بعكس توقعاته.العملات الأجنبية
2. مخاطر تقلب أسعار الصرف وأسعار الفائدة:
يُعدّ التغير في أسعار الصرف من السمات الجوهرية لسوق العملات، حيث يتم تداول العملات على أساس قيمتها النسبية مقارنة بعملات
أخرى. ويؤثر ارتفاع أو انخفاض سعر العملة على ربح أو خسارة المتداول. كما أن أسعار الفائدة تلعب دورًا مهمًا في تحفيز أو تثبيط الاستثمار
في عملة معيّنة، إذ تميل العملات ذات الفائدة المرتفعة إلى جذب رؤوس الأموال، بينما تنخفض قيمة العملات ذات الفائدة المنخفضة بسبب
ضعف جاذبيتها.العملات الأجنبية
3. المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية العالمية:
تلعب الأوضاع السياسية والاقتصادية دورًا كبيرًا في تحريك الأسواق المالية، وخاصة سوق الفوركس. فالاضطرابات السياسية، أو الأزمات
الاقتصادية، أو التوترات بين الدول، قد تؤدي إلى هروب رؤوس الأموال من عملة معينة، مما يؤدي إلى تراجع قيمتها. كما أن السياسات النقدية،
مثل قيام دولة ما بخفض قيمة عملتها عمدًا لتعزيز صادراتها، تؤثر بشكل مباشر على السوق وتخلق حالة من عدم الاستقرار
كيف يمكن التخفيف من مخاطر تداول الفوركس؟
1. التعليم والاطلاع المستمر
يُعدّ تعلّم أساسيات ومفاهيم سوق الفوركس خطوة أولى ضرورية لأي مستثمر. فالدخول إلى هذا السوق دون معرفة
كافية يُشبه الإبحار في محيط متلاطم الأمواج دون بوصلة. ومن خلال متابعة الدروس التعليمية والمقالات المتخصصة،
يمكن للمتداول أن يكوّن قاعدة معرفية قوية تساعده في اتخاذ قرارات مدروسة.العملات الأجنبية
2. عدم المخاطرة بأموال لا تتحمل خسارتها
من المبادئ الأساسية في إدارة المخاطر ألا يغامر المستثمر بأموال لا يستطيع تحمّل خسارتها. فالسوق قد يكون غير متوقع،
والخسائر واردة مهما كانت مهارة المتداول. لذلك يجب أن تكون الأموال المخصصة للتداول من رأس المال القابل للمجازفة دون
أن تؤثر سلبًا على حياة المتداول أو استقراره المالي.
3. وضع خطة تداول واضحة والالتزام بها
تُعدّ خطة التداول بمنزلة خارطة الطريق التي يسير المتداول وفقًا لها. ينبغي أن تتضمن الخطة الأهداف المرجوة من التداول، ومستوى
المخاطرة المقبول، وآلية اختيار الصفقات، واستراتيجية الدخول والخروج. كما يجب الالتزام بهذه الخطة مهما كانت تقلبات السوق أو الضغوط
النفسية، لأن التشتت في اتخاذ القرارات يؤدي غالبًا إلى الخسائر.العملات الأجنبية
4. استخدام أوامر وقف الخسارة وجني الأرباح
وقف الخسارة هو أداة ضرورية لحماية رأس المال من الخسائر المتفاقمة، إذ يتم تحديد نقطة معينة يُغلق فيها التداول تلقائيًا في حال تحرك
السوق في الاتجاه المعاكس. بالمثل، فإن أوامر جني الأرباح تتيح إغلاق الصفقة عند مستوى معين من الأرباح، مما يضمن تحقيق المكاسب
قبل أن تتغير الظروف.
5. الحذر من الإفراط في استخدام الرافعة المالية
الرافعة المالية يجب استخدامها بحكمة ووفق إدارة مخاطر مدروسة. من الخطأ أن يفتح المتداول صفقات ضخمة طمعًا في ربح سريع، لأن الخسائر
حينها قد تكون مؤلمة. كقاعدة عامة، كلما زادت الرافعة المالية، زادت معها احتمالية تعرّض الحساب لخسائر أكبر.
6. الاستعداد للأسوأ دائمًا
على المتداول أن يضع دائمًا في حسبانه أسوأ السيناريوهات المحتملة، ويبني استراتيجيته على أساس مواجهة تلك الاحتمالات. التحليل التاريخي
لأداء الأزواج والعملات المختلفة يساعد في رسم صورة واضحة عن كيفية تفاعل السوق مع الأحداث المختلفة.
7. ضبط النفس والتحكم في العواطف
العوامل النفسية تمثل حجر الزاوية في نجاح أو فشل المتداول. الخوف، الطمع، الندم، والرغبة في الانتقام من السوق، كلها مشاعر تدفع
بالمتداول نحو اتخاذ قرارات عشوائية. لذلك، ينبغي أن يتحلى المتداول بالهدوء والانضباط الذاتي، ويعتمد على التحليل والمنطق لا على الأهواء.
أفضل شركات مرخصة لتداول و توفر دورات تعلم التداول
نستعرض فيما يلي نخبة من أفضل شركات التداول المرخصة من هيئات تنظيمية من الفئة، والتي توفر منصات تداول متطورة وأدوات تحليل
فعالة للارتقاء بتجربة عملائها، وكل هذا مقابل رسوم وعمولات تنافسية ومنخفضة بدرجة كبيرة، مما يجعلها بكل تأكيد الاختيار المثالي لدخول عالم التداول.