كل ما تحتاج معرفته عن مؤشر S&P 500:
دليلك الشامل لفهم أحد أهم مؤشرات السوق الأمريكية
في عالم المال والاستثمار، يُعد مؤشر S&P 500 واحدًا من أهم أدوات القياس لأداء الاقتصاد الأمريكي
وسوق الأسهم. وعلى مر العقود، تحوّل هذا المؤشر من مجرد أداة تحليلية إلى مرجع رئيسي للمستثمرين
وصناديق الاستثمار والمؤسسات العالمية، نظرًا لما يقدمه من نظرة شاملة على أكبر 500 شركة
أمريكية من حيث القيمة السوقية.
ما هو مؤشر S&P 500؟
يرمز S&P 500 إلى Standard & Poor’s 500، وهو مؤشر مرجّح بالقيمة السوقية يتتبع أداء 500 من كبرى
الشركات الأمريكية المُدرجة في بورصات نيويورك، ناسداك، وشيكاغو.
يُدار هذا المؤشر من قِبل شركة ستاندرد آند بورز داو جونز للمؤشرات، ويُعتبر أداة قوية تعكس حالة
الاقتصاد الأمريكي بشكل عام.
ووفقًا لأحدث البيانات في يوليو 2025، فإن القيمة السوقية لمكونات المؤشر تجاوزت 52.8 تريليون دولار
أمريكي، أي ما يُمثّل نحو 80% من إجمالي القيمة السوقية للشركات المتداولة في السوق الأمريكي.
كيف يتم اختيار الشركات داخل المؤشر؟
رغم أن الاسم يشير إلى 500 شركة، إلا أن عدد المكونات حاليًا هو 503 شركة، بسبب وجود أسهم مزدوجة
لبعض الشركات.
يتم اختيار هذه الشركات بناءً على معايير صارمة تشمل:
-
القيمة السوقية
-
السيولة
-
الربحية
وتقوم لجنة متخصصة بمراجعة وتحديث المكونات بشكل دوري لضمان تمثيل دقيق لحالة السوق.
وتُهيمن شركات التكنولوجيا الكبرى مثل آبل (7.38%)، مايكروسوفت، إنفيديا، أمازون، وألفابيت (جوجل) على أكبر
وزن داخل المؤشر، مما يُظهر قوة قطاع التكنولوجيا في الاقتصاد الأمريكي.
التركيبة القطاعية للمؤشر – يوليو 2025
يمثل مؤشر S&P 500 مختلف قطاعات الاقتصاد الأمريكي، لكنه يميل بقوة نحو قطاع التكنولوجيا،
حيث تبلغ حصة هذا القطاع وحده 32.9%. يليه قطاع الخدمات المالية بنسبة 14.01%، ثم السلع الاستهلاكية
التقديرية بنسبة 10.41%، والرعاية الصحية بنسبة 9.3%، وخدمات الاتصالات بنسبة 9.63%.أما قطاعات مثل
الصناعة والطاقة والعقارات، فلها تمثيل أقل نسبيًا داخل المؤشر.هذا التوزيع يعكس التحولات الكبرى
في الاقتصاد الأمريكي نحو القطاعات التقنية والخدمية.
الفرق بين S&P 500 ومؤشرات أمريكية أخرى
رغم أن S&P 500، Dow Jones، وNASDAQ جميعها مؤشرات شهيرة، إلا أن هناك فروقًا جوهرية بينها
من حيث عدد الشركات وطريقة الترجيح:
-
S&P 500: يتضمن 500 شركة، مرجّح حسب القيمة السوقية، ويغطي قطاعات متنوعة.
-
Dow Jones: يتضمن 30 شركة فقط، يُحسب حسب سعر السهم، ويركّز على شركات صناعية كبرى.
-
NASDAQ: يشمل أكثر من 3000 شركة، مرجّح بالقيمة السوقية، ويركّز على التكنولوجيا والشركات النامية.
لذلك يُنظر إلى S&P 500 باعتباره الأكثر شمولًا وتوازنًا، وهو المعيار الأساسي لكثير من المستثمرين.
الأداء التاريخي وأهم المحطات
منذ تأسيسه رسميًا في عام 1957، مرّ مؤشر S&P 500 بعدة مراحل تاريخية مهمة، وعكس حالة الاقتصاد
الأمريكي في كل فترة.
-
في مارس 2020، تم تفعيل “قواطع الدائرة” بعد الانهيارات الناتجة عن جائحة كورونا.
-
في نوفمبر 2024، حقق المؤشر أعلى مستوى له على الإطلاق عند 6023 نقطة، بارتفاع سنوي تجاوز 26%.
-
في مارس 2025، وصلت القيمة السوقية للشركات المدرجة فيه إلى 49.8 تريليون دولار.
كما لوحظ وجود أنماط موسمية في حركة المؤشر، يستفيد منها بعض المستثمرين في بناء استراتيجيات
تداول طويلة الأجل.
تُعتبر الطريقة الأبسط والأكثر شيوعًا. ومن أهم الصناديق:
-
SPY – الأعلى سيولة، من State Street
-
VOO – رسوم منخفضة جدًا (0.03%)، من Vanguard
-
IVV – من iShares
-
SPLG – برسوم 0.02% فقط، من SPDR
هذه الصناديق سهلة الشراء والبيع، وتوزع أرباحًا دورية، ما يجعلها مثالية للمستثمرين الأفراد.
المشتقات والعقود المستقبلية
توفر بورصتا CME وCBOE عقودًا آجلة وخيارات مالية مرتبطة بالمؤشر، وتُستخدم على نطاق واسع
من قِبل المضاربين المحترفين والمؤسسات المالية.
صناديق الرافعة المالية
مخصصة لأصحاب المخاطر العالية، وتشمل:
-
SPXL: مضاعفة ثلاثية للأداء (3x)
-
UPRO وSSO: أدوات مضاعفة للأداء
-
SPXS: أداة معاكسة للمراهنة على هبوط المؤشر
لماذا يُفضل المستثمرون مؤشر S&P 500؟
هناك عدة مزايا تجعل من S&P 500 خيارًا مفضلًا:
-
تنويع واسع يقلل من المخاطر المرتبطة بشركة واحدة
-
عائدات تاريخية قوية على المدى الطويل
-
تكلفة استثمار منخفضة
-
سيولة عالية
-
توزيعات أرباح منتظمة
-
تمثيل لأقوى الشركات في العالم