فهم تقلبات الأسهم: من يحرك أسعار الأسهم صعوداً وهبوطاً؟

يُعد الاستثمار في الأسهم من أكثر مجالات الاستثمار انتشاراً في العالم، حيث يتيح للمستثمرين المشاركة في

 ملكية الشركات والاستفادة من نموها وربحيتها. لكن أسعار الأسهم ليست ثابتة، بل تتحرك صعوداً وهبوطاً

 بشكل مستمر، وهو ما يثير تساؤلاً محورياً لدى الكثيرين: كيف يرتفع السهم وينخفض؟ وما هي العوامل التي

 تتحكم في هذه الحركة؟

 

أولاً: آلية تحديد أسعار الأسهم

أسعار الأسهم في الأسواق المالية تُحدد وفقاً لآلية العرض والطلب. أي أن السعر يرتفع عندما يزيد عدد المشترين 

على البائعين، وينخفض عندما يزداد عدد البائعين على المشترين. ولكن وراء هذه العملية البسيطة تقف مجموعة كبيرة 

من العوامل الاقتصادية والمالية والنفسية التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على قرارات المستثمرين.

ثانياً: العوامل المؤثرة في ارتفاع أو انخفاض الأسهم

1. أداء الشركة ونتائجها المالية

• عندما تحقق الشركة أرباحاً قوية أو تنمو إيراداتها بشكل يفوق التوقعات، يزداد إقبال المستثمرين على شراء أسهمها، فيرتفع السعر.

• في المقابل، إذا سجلت الشركة خسائر أو جاءت نتائجها المالية أقل من التوقعات، فإن ثقة المستثمرين تتراجع وينخفض سعر السهم.

2. الأخبار والإعلانات المؤثرة

• الأخبار الإيجابية مثل إطلاق منتج جديد، توسع في أسواق جديدة، أو توقيع عقود ضخمة، قد تدفع السهم للارتفاع.

• أما الأخبار السلبية مثل استقالة الإدارة العليا، فضائح مالية، أو قضايا قانونية، فقد تؤدي إلى تراجع سعر السهم.

3. الوضع الاقتصادي العام

• عندما يكون الاقتصاد في حالة نمو واستقرار، يزيد تفاؤل المستثمرين، فترتفع أسعار الأسهم بشكل عام.

• أما في فترات الركود أو الأزمات الاقتصادية، يميل المستثمرون إلى بيع الأسهم واللجوء إلى أصول أكثر أماناً مثل الذهب أو السندات،

 مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار.فهم تقلبات الأسهمفهم تقلبات الأسهم

4. السياسات النقدية وأسعار الفائدة

• انخفاض أسعار الفائدة يشجع على الاقتراض والاستثمار في الأسهم، مما يدعم ارتفاعها.

• أما ارتفاع الفائدة فيجعل السندات أكثر جاذبية من الأسهم، فينخفض الطلب على الأسهم وبالتالي أسعارها.

5. التضخم وقوة العملة

• ارتفاع معدلات التضخم قد يقلل من القوة الشرائية للمستهلكين، فيؤثر سلباً على أرباح الشركات وبالتالي على أسعار أسهمها.

• كما أن قوة أو ضعف العملة المحلية يؤثر على الشركات المصدرة والمستوردة، وبالتالي على أسعار أسهمها.

6. العرض والطلب في السوق

• إذا كان هناك إقبال كبير على سهم معين، فإن سعره سيرتفع حتى وإن لم تتغير أساسيات الشركة بشكل كبير.

• بينما يؤدي كثرة العرض (بيع عدد كبير من الأسهم) إلى انخفاض السعر.فهم تقلبات الأسهم

7. العوامل النفسية وسلوك المستثمرين

• أحياناً تلعب مشاعر الخوف والطمع دوراً كبيراً في تحريك الأسعار بعيداً عن المنطق الاقتصادي.

• الشائعات وتوقعات المستثمرين قد ترفع السهم أو تخفضه حتى من دون وجود أخبار أو بيانات رسمية.

8. العرض العام الأولي (IPO) وزيادة رأس المال

• عند طرح شركة جديدة للاكتتاب العام، قد تشهد أسعار أسهمها ارتفاعات قوية نتيجة الإقبال الكبير.

• بينما تؤدي عمليات زيادة رأس المال أو إصدار أسهم جديدة أحياناً إلى انخفاض السعر بسبب زيادة عدد الأسهم المتداولة.

9. الأحداث العالمية والسياسية

• التوترات الجيوسياسية، الحروب، العقوبات الاقتصادية، أو الأزمات الصحية مثل جائحة كورونا، كلها تؤثر بشكل مباشر على الأسواق 

العالمية، وبالتالي على أسعار الأسهم.فهم تقلبات الأسهم

ثالثاً: العلاقة بين التحليل الأساسي والتحليل الفني

• التحليل الأساسي يركز على دراسة البيانات المالية للشركة والظروف الاقتصادية لتحديد القيمة العادلة للسهم.

• التحليل الفني يعتمد على دراسة الرسوم البيانية وحركة الأسعار السابقة للتنبؤ بالاتجاه المستقبلي للسهم.

• كلا الطريقتين مهمتان لفهم أسباب صعود وهبوط الأسهم والتنبؤ بحركتها المستقبلية.فهم تقلبات الأسهم

رابعاً: مثال واقعي

• خلال جائحة كورونا في عام 2020، انهارت أسعار كثير من الأسهم العالمية بسبب توقف النشاط الاقتصادي والخوف من المستقبل.

• ولكن مع بدء حملات التطعيم وعودة النشاط تدريجياً، ارتفعت أسعار الأسهم بشكل قياسي مدفوعة بالتفاؤل ونتائج الشركات الإيجابية.

 خامساً: نصائح للمستثمرين للتعامل مع تقلبات الأسهم

• تنويع المحفظة الاستثمارية: لا تضع كل أموالك في سهم واحد أو قطاع واحد، بل وزّع استثماراتك لتقليل المخاطر.

• التركيز على المدى الطويل: تجنب القلق من التقلبات اليومية وركز على الأداء على المدى الطويل.فهم تقلبات الأسهم

• استخدام التحليل الأساسي والفني معاً: لا تعتمد على أداة واحدة في اتخاذ قراراتك، بل اجمع بين التحليلين للحصول على رؤية أوضح.

• إدارة المخاطر بوقف الخسارة: حدد مسبقاً مستوى الخسارة المقبول واستخدم أوامر وقف الخسارة لحماية أموالك.

• تجنب القرارات العاطفية: لا تدع الخوف أو الطمع يقودان استثماراتك، بل استند إلى بيانات وتحليلات منطقية.

• متابعة الأخبار الاقتصادية: راقب المؤشرات الاقتصادية والسياسات النقدية لأنها تؤثر مباشرة على الأسواق.

• الاستفادة من الفرص أثناء الانخفاض: في بعض الأحيان، تشكل التراجعات القوية فرصة للشراء بأسعار منخفضة على المدى الطويل.

 الخلاصة

ارتفاع وانخفاض الأسهم ليس أمراً عشوائياً، بل هو نتيجة لتفاعل معقد بين العوامل الاقتصادية، نتائج الشركات، السياسات النقدية، 

وسلوك المستثمرين. ورغم أن التنبؤ الدقيق بمسار الأسعار صعب، إلا أن فهم هذه العوامل مع اتباع استراتيجيات استثمارية حكيمة 

يساعد المستثمر على اتخاذ قرارات أكثر وعياً، وتقليل المخاطر المرتبطة بالتقلبات السوقية.فهم تقلبات الأسهم

لديك أفضل الشركات المرخصة لتداول وإستغلال فرص الأسواق :

نستعرض فيما يلي نخبة من أفضل شركات التداول المرخصة من هيئات تنظيمية من الفئة، والتي توفر منصات

تداول متطورة وأدوات تحليل  فعالة للارتقاء بتجربة عملائها، وكل هذا مقابل رسوم وعمولات تنافسية ومنخفضة بدرجة كبيرة،

مما يجعلها بكل تأكيد الاختيار المثالي لدخول عالم التداول