عقود الفضة: بين الملاذ الآمن وأداة الاستثمار الذكية
ما هي عقود الفضة؟
تُعد عقود الفضة من أهم الأدوات المالية التي يستخدمها المستثمرون للتحوّط أو المضاربة.
حيث تعتمد هذه العقود على مبدأ العقود الآجلة، وهي اتفاقيات بين طرفين لشراء أو بيع كمية
محددة من الفضة في تاريخ لاحق وبسعر يتم تحديده مسبقًا. كما أن هذه العقود تُتداول في
بورصات عالمية، وتتيح للمتداولين تحقيق أرباح من تحركات أسعار الفضة دون الحاجة إلى امتلاك
المعدن نفسه.

الفضة كمعدن استثماري وصناعي
بينما يُنظر إلى الفضة باعتبارها معدنًا ثمينًا مثل الذهب، إلا أن لها طابعًا صناعيًا قويًا يميزها. حيث
تُستخدم في عدد كبير من الصناعات، مثل الإلكترونيات، الألواح الشمسية، والمجالات الطبية. هذا
الاستخدام الواسع يجعل أسعار الفضة تتأثر بالطلب الصناعي، كما يربطها بالنمو الاقتصادي العالمي.
الفرق بين الفضة والذهب في الاستثمار
من جهة أخرى، يفضل بعض المستثمرين الذهب لكونه أكثر استقرارًا، بينما ينجذب آخرون إلى الفضة
بسبب تقلباتها السعرية، التي قد تخلق فرص ربح أكبر في فترات زمنية أقصر. كما أن الفضة غالبًا ما
تكون أقل تكلفة من الذهب، مما يجعل الدخول إلى السوق أسهل لأصحاب رؤوس الأموال المتوسطة
والصغيرة.

العوامل المؤثرة على أسعار عقود الفضة
تتأثر عقود الفضة بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية. من أبرزها:
- معدلات الفائدة: حيث يؤدي ارتفاع الفائدة إلى تقليل جاذبية الأصول التي لا تدرّ عائدًا، مثل المعادن الثمينة.
- قوة الدولار الأمريكي: كلما انخفض الدولار، ارتفعت أسعار الفضة، كما هو الحال مع أغلب السلع المُقوّمة بالدولار.
- التوترات الجيوسياسية: حيث يميل المستثمرون في أوقات الأزمات إلى شراء المعادن كملاذ آمن، ما يدفع
بأسعارها نحو الارتفاع.
مزايا وعيوب تداول عقود الفضة
بينما توفر عقود الفضة فرصًا لتحقيق أرباح سريعة، إلا أنها تحمل مخاطر مرتفعة نتيجة للتقلبات الحادة في
أسعارها. كما أنها تتطلب متابعة دقيقة لحركة السوق، وفهمًا جيدًا لعوامل التأثير الاقتصادي. من جهة أخرى،
تساعد هذه العقود في تنويع المحافظ الاستثمارية، وتُستخدم أيضًا كأداة فعّالة للتحوّط ضد التضخم.
