تطهير الأسهم: كيف تتداول بأسلوب شرعي وتستبعد الأرباح المحرمة؟
في عالم الاستثمار، تبرز الحاجة للالتزام بالضوابط الشرعية، خاصة عند التداول في الأسهم. ومن هنا تأتي أهمية “تطهير الأسهم”،
وهي عملية شرعية تهدف إلى تنقية الأرباح من أي شبهة ربوية قد تكون نتجت عن استثمار في أسهم مختلطة.
ما المقصود بتطهير الأسهم؟
تطهير الأسهم هو إجراء يقوم به المتداول المسلم للتخلّص من أي جزء محرم ضمن الأرباح الناتجة عن الاستثمار في أسهم الشركات المختلطة،
وهي الشركات التي يكون أصل نشاطها مباحًا، لكنها قد تمارس بعض التعاملات الربوية مثل الاقتراض بفائدة أو توظيف الأموال في أدوات مالية
غير شرعية. وتتمثل آلية التطهير في احتساب النسبة المحرمة من الأرباح واستبعادها، سواء بالتبرع بها أو صرفها في وجه غير ربحي لا يعود بالنفع الشخصي.

أنواع الأسهم من منظور شرعي
ينقسم تصنيف الأسهم من حيث الحكم الشرعي إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- الأسهم المحرمة: وهي أسهم شركات ينحصر نشاطها في مجالات محرمة مثل الخمور، القمار، الربا، أو التأمين التجاري، ولا يجوز تملكها أو التداول بها بأي حال من الأحوال.
- الأسهم النقية: أسهم لشركات تعمل في أنشطة مباحة شرعًا ولا تتعامل بالربا، سواء في التمويل أو في استثمار الفوائض المالية. وهي ما يُعرف بالأسهم الحلال،
ويجوز الاستثمار فيها وبيعها وشراؤها دون قيد. - الأسهم المختلطة: وهي أسهم شركات يكون نشاطها الأساسي مباحًا، لكن يتخلله شيء من التعاملات الربوية، كأن تقترض الشركة بفائدة أو تستثمر بعض
السيولة في أدوات مالية ربوية. ويجوز التداول بهذه الأسهم عند الحاجة، بشرط تطهير الأرباح الناتجة عنها.
ويجوز الاستثمار فيها وبيعها وشراؤها دون قيد.
السيولة في أدوات مالية ربوية. ويجوز التداول بهذه الأسهم عند الحاجة، بشرط تطهير الأرباح الناتجة عنها.
كيف تتم عملية التطهير؟
تتم عملية تطهير الأرباح وفقًا لنسبة محددة من المال يتم استبعادها. تطهير الأسهم وتختلف هذه النسبة من شركة إلى أخرى، ويُحسب الجزء الواجب تطهيره بناءً على:
نسبة العوائد الربوية التي ساهمت في أرباح تطهير الأسهم الشركة.
مقدار الربح المحقق من بيع وشراء السهم.

كيف يتم تداول الأسهم الحلال؟
- يستطيع المستثمر التداول بأسهم شرعية من خلال اتباع ثلاث معايير رئيسية:
- التأكد من أن نشاط الشركة الأساسي لا يتعارض مع مبادئ الشريعة.
- خلو المعاملات المالية من أي فوائد ربوية أو أدوات تمويلية محرمة.
- ألا تكون الشركة تابعة لمجموعة استثمارية تمارس أنشطة مخالفة للضوابط الشرعية.
ومن الجدير بالذكر أن شركات التداول المرخصة باتت توفر اليوم أدوات فلترة ومؤشرات تساعد المستثمر على
تحديد الأسهم المتوافقة مع المعايير الشرعية، مما يجعل التداول أكثر أمانًا ووضوحًا من الناحية الدينية.
