الين الياباني في دائرة الضوء: السياسة والفائدة يحددان ملامح المرحلة المقبلة
شهدت الأسواق اليابانية خلال الأسابيع الأخيرة تفاعلات متسارعة بين التطورات السياسية والقرارات النقدية، مما جعل الين الياباني محور اهتمام المستثمرين العالميين،
وسط تزايد التكهنات حول مستقبل أسعار الفائدة في البلاد.

الفائدة اليابانية: توقعات الرفع تزداد
ارتفعت التوقعات بشأن إقدام بنك اليابان المركزي على رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه في أكتوبر المقبل، وذلك عقب التصريحات الأخيرة لحاكم البنك كازو أويدا.
فقد قفزت احتمالات رفع الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية من 25% إلى 35%، فيما أظهرت أسواق مقايضات الين ارتفاع فرص تنفيذ زيادة أخرى قبل نهاية العام،
حيث بلغت احتمالية الرفع بحلول ديسمبر نحو 50% مقارنة بـ 41% فقط قبل تصريحات أويدا.
تأتي هذه التطورات في ظل توجه البنك نحو تطبيع السياسة النقدية تدريجيًا بعد سنوات من أسعار الفائدة السلبية، مع مراقبة دقيقة لتأثير ارتفاع الأجور وتكاليف الطاقة على معدلات التضخم.

الدولار الأمريكي تحت الضغط
على الجانب الآخر، واصل مؤشر الدولار الأمريكي تراجعه للجلسة الرابعة على التوالي يوم الجمعة، منخفضًا بنسبة 0.15% ليصل إلى 98.16 نقطة، وهو أدنى مستوى له في أسبوعين.
ويعكس هذا التراجع ضعف الزخم الصعودي للدولار أمام سلة من العملات العالمية، في ظل تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب تصريحات أكثر حذرًا
من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عززت التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية مرتين قبل نهاية العام الجاري.
أزمة سياسية في اليابان تهز المشهد الداخلي
في سياق موازٍ، تشهد الساحة السياسية في اليابان اضطرابًا متصاعدًا منذ استقالة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا في 7 سبتمبر، حيث تواصل حكومته تصريف الأعمال مؤقتًا.
وتواجه ساناي تاكايتشي، زعيمة الحزب الليبرالي الديمقراطي، تحديًا صعبًا للوصول إلى رئاسة الوزراء بعد انسحاب حزب كوميتو من الائتلاف الحاكم في 10 أكتوبر، ما أفقد الحزب
أغلبيته البرلمانية.
هذا المشهد أتاح فرصة تاريخية للمعارضة لإعادة تنظيم صفوفها؛ الين الياباني إذ أعلن الحزب الديمقراطي الدستوري، أكبر أحزاب المعارضة، عن تحالف محتمل مع حزب كوميتو
لدعم مرشح توافقي هو يويتشيرو تاماكي، الذي بدأ يبرز كاسم قادر على قيادة تكتل سياسي منافس.
ورغم أن الحزب الليبرالي الديمقراطي لا يزال الكتلة الأكبر في البرلمان بـ 196 مقعدًا، إلا أن تراجع نفوذه وتزايد زخم المعارضة يشيران إلى احتمال حدوث تحول سياسي كبير في
رابع أكبر اقتصاد في العالم.
