النفط تحت الضغط: تراجع الأسعار رغم التوترات الجيوسياسية
شهدت أسعار النفط الخام بداية صعبة لعام 2025، حيث سجّل خام برنت – المعيار العالمي – انخفاضًا تجاوز 6% خلال النصف الأول من العام،
ليستقر عند مستويات دون 70 دولارًا للبرميل. وقد جاء هذا الأداء الضعيف في وقت تفوقت فيه السلع الدفاعية، مثل المعادن الثمينة، على
نظيراتها المرتبطة بالنشاط الاقتصادي، مثل الطاقة والمعادن الصناعية.

وفي تقرير حديث صدر في 8 يوليو عن مؤسسة “بي سي إيه ريسيرش”، حذّر المحللون من استمرار الضغوط الهبوطية
على أسعار النفط خلال النصف الثاني من العام، مشيرين إلى أن تطورات الطلب السلبية ستظل العامل الحاسم في تحديد
اتجاه السوق، في ظل فتور تأثير المخاطر الجيوسياسية.
فحتى في ظل التهديدات الجيوسياسية الكبرى، مثل احتمال إغلاق مضيق هرمز في يونيو، لم تُبدِ الأسواق ردّ فعل قويًّا. ووفقًا
للتقرير، فإن المستثمرين باتوا يتطلعون إلى تصعيدات أكبر وأكثر خطورة قبل أن يتفاعلوا بجدية مع تهديدات الإمداد.

وفي ظل هذا الواقع، ترى “بي سي إيه ريسيرش” أن التوازنات الأساسية للعرض والطلب، وبالأخص ضعف الطلب العالمي،
ستُشكّل المسار السعري للنفط خلال الفترة المقبلة. كما قللت المؤسسة من قدرة منظمة “أوبك+” على دعم الأسعار
، خاصةً مع تحول استراتيجيتها تدريجيًا من الدفاع عن سعر النفط إلى التركيز على الجوانب الجيوسياسية وتوسيع الحصة السوقية.
وحذّرت “بي سي إيه” من أن قدرة أوبك على التدخل للحد من تدهور الأسعار أصبحت محدودة، لا سيّما بعد أن فاجأت الأسواق
بقرارات زيادة الإنتاج، ما يعكس تغيرًا جوهريًا في أولويات المنظمة.
وفي ختام تقريرها، أوصت المؤسسة المستثمرين باتباع استراتيجية البيع على المكشوف لعقود خام برنت، مع تحديد مستوى
وقف الخسارة عند 75 دولارًا للبرميل، في ظل ترجيحات بمواصلة الهبوط خلال الشهور المقبلة.
