الذهب يسطع مجددًا: طلب عالمي قياسي يعيد المعدن النفيس إلى الواجهة
يشهد الذهب مرحلة من الزخم العالمي الاستثنائي، مدفوعًا بمزيج من الاضطرابات الاقتصادية، والمخاطر الجيوسياسية، وعودة
واضحة لاهتمام المستثمرين والأفراد بما يُعرف تقليديًا بـ”الملاذ الآمن”. ووفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي، سجلت مشتريات
الذهب على مستوى العالم خلال الربع الثاني من عام 2025 نحو 1249 طنًا، وهو مستوى مرتفع يُجسّد عودة الثقة القوية بهذا المعدن النفيس،
في مشهد لم يُسجَّل منذ سنوات.

الذههب يتألق من جديد: زخم عالمي يُعيد المعدن النفيس إلى الواجهة
يعيش الذههب حاليًا لحظة فارقة في الأسواق العالمية، إذ عاد ليحتل موقعه التقليدي كأحد أبرز الملاذات الآمنة في
أوقات عدم اليقين، مدفوعًا بجملة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي تعيد تشكيل خارطة الاستثمارات حول العالم.
طلب قياسي يعكس تحوُّلًا في المزاج الاستثماري
بحسب أحدث تقارير مجلس الذههب العالمي، بلغت مشتريات الذههب خلال الربع الثاني من عام 2025 نحو 1249 طنًا،
في قفزة تُعدّ من بين الأعلى منذ أكثر من عقد. ويعكس هذا الرقم عودةً واضحة للثقة في الذهب كأداة للتحوّط، ليس
فقط من قبل البنوك المركزية، بل أيضًا من المستثمرين الأفراد والمؤسسات الكبرى.

عوامل الزخم: من المخاطر الجيوسياسية إلى التضخم
تعود هذه الطفرة في الطلب إلى عدة محركات رئيسية، أبرزها:
- التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في عدة مناطق، من بينها أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، ما دفع المستثمرين نحو أصول أكثر استقرارًا.
- عدم وضوح مسار السياسة النقدية الأمريكية، حيث تزايدت التوقعات بتباطؤ النمو وعودة الحديث عن خفض محتمل لأسعار الفائدة خلال النصف الأول من 2026.
- معدلات التضخم المرتفعة في عدد من الاقتصادات الكبرى، ما عزز الإقبال على الذهب كأداة تحوّط تقليدية ضد تآكل القوة الشرائية للعملات.
البنوك المركزية تعود كمشترٍ شرس
لفت التقرير إلى أن البنوك المركزية واصلت تعزيز احتياطاتها من الذهب، في ظل رغبة متزايدة في تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وتنويع
الأصول الاحتياطية. وقد ساهم هذا التوجه في رفع الطلب الرسمي على الذهب إلى مستويات غير مسبوقة، مع تسجيل شراء جماعي من عدة
دول آسيوية وشرق أوسطية.
انعكاسات على الأسعار والتوقعات المستقبلية
هذا الزخم الكبير انعكس بوضوح على حركة الأسعار، حيث تجاوزت الأونصة حاجز 2,400 دولار في تداولات يوليو، وسط توقعات بمزيد من الارتفاعات
إذا ما استمرت الظروف الحالية على حالها. ويتوقع عدد من المحللين أن تستمر موجة الشراء حتى نهاية العام، مدعومة بالطلب الاستراتيجي وتذبذب الأسواق المالية الأخرى.
