الأداء التاريخي للمؤشرات الأمريكية الكبرى: ناسداك، ناسداك 100، وS&P 500 تحت المجهر
تُعد مؤشرات الأسهم الأمريكية من أبرز الأدوات التي يستعين بها المستثمرون والمحللون الماليون لفهم
ديناميكيات الأسواق وتحديد توجهاتها عبر الزمن. ومن بين هذه المؤشرات، يبرز كلٌّ من مؤشر ناسداك
المركب (Nasdaq Composite) ومؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) ومؤشر S&P 500، إذ تمثل هذه المؤشرات
الثلاثة انعكاسًا رئيسيًا لتطور الاقتصاد الأمريكي وأداء الشركات المدرجة فيه. ورغم أنها جميعًا مؤشرات أمريكية
المنشأ، إلا أن الأداء التاريخي لكل منها يكشف اختلافات جوهرية في استراتيجيات الاستثمار والقطاعات المهيمنة عليها.
أولًا: التعريف بالمؤشرات
مؤشر ناسداك المركب (Nasdaq Composite):
-
أُطلق عام 1971 ليضم جميع الشركات المدرجة في بورصة ناسداك، والتي تتجاوز اليوم 3,000 شركة. يُعرف بكونه الأكثر
حساسية لتحركات قطاع التكنولوجيا، حيث تمثل شركات التقنية والإبتكار النسبة الأكبر من وزنه.
مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100):
-
يضم أكبر 100 شركة غير مالية مُدرجة في ناسداك من حيث القيمة السوقية. يركز بشكل أكبر على عمالقة التكنولوجيا مثل
آبل، مايكروسوفت، أمازون، ألفابت، ميتا، وإنفيديا، مما يجعله مؤشرًا عالي الارتباط بالابتكار والنمو السريع.الأداء التاريخي للمؤشرات الأمريكية
مؤشر S&P 500:
-
يُعتبر المؤشر الأوسع تمثيلًا للاقتصاد الأمريكي، حيث يضم أكبر 500 شركة أمريكية من مختلف القطاعات (تكنولوجيا، طاقة،
رعاية صحية، مال، صناعات، سلع استهلاكية). أُطلق عام 1957 ويُنظر إليه عالميًا باعتباره “المعيار القياسي” لقياس أداء سوق
الأسهم الأمريكية.الأداء التاريخي للمؤشرات الأمريكية
ثانيًا: الأداء التاريخي عبر العقود
السبعينيات والثمانينيات:
-
كان مؤشر S&P 500 الأكثر استقرارًا نسبيًا، إذ ارتبط أداؤه بالتطور الصناعي والتجاري الأمريكي، وحقق نموًا متدرجًا.
-
بينما بدأ مؤشر ناسداك المركب في ترسيخ مكانته مع صعود شركات التكنولوجيا الناشئة، لكنه ظل أكثر تقلبًا.
-
مؤشر ناسداك 100 لم يكن قد تأسس بعد (أُطلق عام 1985).الأداء التاريخي للمؤشرات الأمريكية
التسعينيات: عقد الطفرة التكنولوجية (Dot-com Boom):
-
شهد ناسداك المركب وناسداك 100 نموًا غير مسبوق، إذ تضاعفت قيمتهما مرات عديدة مع انفجار شركات الإنترنت
والتكنولوجيا الناشئة.
-
في المقابل، حقق S&P 500 أداءً قويًا لكنه كان أقل اندفاعًا من حيث النمو.
-
نهاية العقد (1999-2000) سجّلت قممًا تاريخية للناسداك قبل انفجار فقاعة الإنترنت.
الألفية الجديدة (2000-2010):
-
مع انفجار فقاعة الإنترنت، خسر ناسداك المركب وناسداك 100 أكثر من 70% من قيمتهما بين 2000 و2002.
-
ظل S&P 500 أكثر توازنًا، لكنه أيضًا تعرض لخسائر كبيرة في فترات الركود (2001-2002 وأزمة 2008 المالية).
-
بعد أزمة 2008، بدأت المؤشرات الثلاثة رحلة تعافٍ تدريجي.
العقد الماضي (2010-2020):
-
أصبح هذا العقد ذهبيًا لمؤشرات ناسداك، خاصةً مع صعود شركات التكنولوجيا العملاقة (FAANG: فيسبوك،
آبل، أمازون، نتفليكس، وغوغل).
-
ناسداك 100 تفوق بشكل واضح على S&P 500، إذ حقق عوائد تراكمية تجاوزت ثلاثة أضعاف عوائد الأخير.
-
التكنولوجيا، الخدمات السحابية، التجارة الإلكترونية، والذكاء الاصطناعي كانت محركات النمو الأساسية.
الفترة الحديثة (2020-2025):
-
جائحة كورونا (2020) عززت من قوة شركات التكنولوجيا، ما دفع ناسداك 100 لتحقيق مستويات قياسية جديدة خلال فترة قصيرة.
-
S&P 500 استفاد أيضًا، لكنه بقي أبطأ في وتيرة الصعود مقارنة بمؤشرات ناسداك.
-
عامي 2022-2023 شهدا تراجعًا في المؤشرات التكنولوجية بسبب رفع أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي، لكن التعافي
عاد سريعًا بفضل الذكاء الاصطناعي وشركات أشباه الموصلات مثل إنفيديا.الأداء التاريخي للمؤشرات الأمريكية
ثالثًا: مقارنة شاملة بين الأداء
-
ناسداك المركب: الأكثر شمولًا للشركات التكنولوجية، ويُظهر أعلى مستويات التقلب التاريخي، لكنه على المدى الطويل
قدّم عوائد ضخمة.الأداء التاريخي للمؤشرات الأمريكية
-
ناسداك 100: الأكثر تركيزًا على عمالقة التكنولوجيا، ويُعتبر المؤشر الأكثر ربحية خلال العقدين الأخيرين، لكنه أيضًا الأكثر
عرضة للمخاطر المرتبطة بقطاع التكنولوجيا.
-
S&P 500: أكثر تنوعًا وتوازنًا بين القطاعات، ما يجعله خيارًا مفضلًا للمستثمرين الباحثين عن استقرار نسبي وعوائد طويلة
الأجل أقل تقلبًا من مؤشرات ناسداك.الأداء التاريخي للمؤشرات الأمريكية
رابعًا: الدروس المستفادة للمستثمرين
-
لتنويع ضرورة: الاعتماد على مؤشرات ناسداك وحدها قد يحقق أرباحًا ضخمة في أوقات النمو، لكنه يعرّض المستثمر لمخاطر
كبيرة عند حدوث أزمات قطاعية.الأداء التاريخي للمؤشرات الأمريكية
-
المدى الطويل لصالح التكنولوجيا: ورغم الأزمات، أثبتت مؤشرات ناسداك أنها قادرة على التفوق على S&P 500 بفضل الابتكار المستمر.
-
S&P 500 كمعيار أساسي: يظل هذا المؤشر المرجع الأول لتقييم قوة الاقتصاد الأمريكي، وهو الخيار الأكثر أمانًا على المدى الطويل.
الخلاصة:
يكشف الأداء التاريخي للمؤشرات الثلاثة عن مسار متباين بين الاستقرار والتوازن الذي يمثله S&P 500، وبين النمو المتسارع الممزوج
بالتقلبات العالية الذي يمثله كل من ناسداك المركب وناسداك 100. وبالنسبة للمستثمر، فإن الموازنة بين هذه المؤشرات تُعد الاستراتيجية
المثلى لتحقيق التوازن بين العائد والمخاطرة.
لديك أفضل الشركات المرخصة لتداول وإستغلال فرص الأسواق :
نستعرض فيما يلي نخبة من أفضل شركات التداول المرخصة من هيئات تنظيمية من الفئة، والتي توفر منصات تداول متطورة وأدوات تحليل
فعالة للارتقاء بتجربة عملائها، وكل هذا مقابل رسوم وعمولات تنافسية ومنخفضة بدرجة كبيرة، مما يجعلها بكل تأكيد الاختيار المثالي لدخول عالم التداول