استمرار صعود الدولار وتراجع الأسهم الأوروبية وسط ترقب بيانات التضخم الأمريكية ومسار الفائدة الأوروبية
ضغوط على اليورو واستمرار قوة الدولار
تراجع اليورو في السوق الأوروبية يوم الاثنين أمام سلة من العملات العالمية، ليمدد خسائره للجلسة الرابعة على التوالي مقابل الدولار الأمريكي،
مسجلاً أدنى مستوى في نحو أسبوعين. جاء هذا الهبوط مع توجه المستثمرين إلى شراء العملة الأمريكية كأفضل استثمار بديل، وسط حالة عدم
اليقين التي تخيم على السياسة النقدية في منطقة اليورو.
بعد الاجتماع الأخير للمركزي الأوروبي الذي اتسم بنبرة متشددة، انخفضت توقعات خفض أسعار الفائدة قبل نهاية العام. وينتظر المستثمرون
مزيداً من المؤشرات والبيانات الاقتصادية لتحديد اتجاه السياسة النقدية في منطقة اليورو خلال الفترة المقبلة.

نظرة سعرية على اليورو والدولار
هبط اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.15% إلى 1.1726 دولار، وهو أدنى مستوى منذ 15 سبتمبر، مقارنة بسعر افتتاح اليوم عند 1.1744 دولار، فيما سجّل أعلى مستوى عند 1.1748 دولار.
أنهى اليورو تعاملات الجمعة منخفضاً 0.35% أمام الدولار، في ثالث خسارة يومية على التوالي، وسط مخاوف تتعلق بالاستقرار المالي في أوروبا.
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.2% يوم الاثنين، ليواصل مكاسبه للجلسة الرابعة على التوالي، مسجلاً أعلى مستوى في أسبوعين عند 97.81 نقطة،
مع استمرار إقبال المتعاملين على العملة الخضراء كملاذ آمن، خاصة بعد أن أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى أن أي تيسير نقدي إضافي سيكون تدريجياً.
الفائدة الأوروبية تحت المجهر
أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة الرئيسية عند 2.15%، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2022، للاجتماع الثاني على التوالي.
أوضح في بيان السياسة النقدية أن معدل التضخم يقترب حالياً من هدف 2% على المدى المتوسط، ولم يطرأ تغيير جوهري على توقعات التضخم.
تشير مصادر مطلعة إلى أن صانعي السياسات لا يرون حاجة لمزيد من الخفض لتحقيق هدف التضخم، ما لم تحدث صدمة اقتصادية كبيرة، وهو ما دفع
أسواق المال إلى تقليص رهانات خفض الفائدة في أكتوبر من 30% إلى أقل من 10%.
تراجع الأسهم الأوروبية بحذر
بدأت الأسهم الأوروبية الأسبوع الجديد على انخفاض طفيف وسط حذر المستثمرين قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية الرئيسية.
انخفض مؤشر DAX الألماني 0.3%، وتراجع مؤشر CAC 40 الفرنسي 0.1%، كما هبط مؤشر FTSE 100 البريطاني 0.1% بحلول الساعة 10:05 صباحاً بتوقيت السعودية.
هذا التراجع جاء رغم المكاسب القياسية التي حققتها وول ستريت الأسبوع الماضي عقب خفض الفيدرالي لسعر الفائدة، إذ خيم عدم اليقين على الأسواق
بشأن المسار المستقبلي للفائدة الأمريكية.

ترقب بيانات التضخم الأمريكية وتصريحات الفيدرالي
يتوقع المتداولون حالياً مزيداً من التخفيف النقدي بواقع 44 نقطة أساس خلال الاجتماعين المتبقيين للفيدرالي هذا العام. ومن المقرر أن
يتحدث عدد من صناع السياسة في الفيدرالي هذا الأسبوع، من بينهم جون ويليامز وتوماس باركن وستيفن ميران يوم الاثنين، فيما تترقب
الأسواق كلمات رافائيل بوستيك وميشيل بومان، إضافة إلى خطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول يوم الثلاثاء.
سيصدر يوم الجمعة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكي – مقياس التضخم المفضل للفيدرالي – والمتوقع أن يُظهر زيادة سنوية
طفيفة إلى 2.8% مقابل 2.6% في الشهر السابق. وتعد هذه البيانات والتصريحات حاسمة في توجيه معنويات المستثمرين وتوقعات السياسة
النقدية الأمريكية على المدى القريب.
مستجدات عالمية أخرى
في أوروبا، من المقرر صدور التقدير الأولي لثقة المستهلك في منطقة اليورو لشهر سبتمبر في وقت لاحق من الجلسة.
في الصين، قرر بنك الشعب الصيني إبقاء سعر الفائدة المرجعي للقروض دون تغيير للشهر الرابع على التوالي كما كان متوقعاً.
على صعيد العلاقات التجارية، يواصل المستثمرون متابعة الحوار التجاري بين الولايات المتحدة والصين، بعد التوصل الأسبوع الماضي إلى توافق
بشأن عمليات “تيك توك” في الولايات المتحدة.
كما ستتعين على الشركات استيعاب أحدث حملة للهجرة من إدارة ترامب، إذ دخلت حيز التنفيذ يوم الأحد قيود جديدة على تأشيرات H-1B، تتطلب
من الشركات دفع 100,000 دولار للحصول على التأشيرات اللازمة للموظفين الجدد الراغبين في دخول الولايات المتحدة.
بهذا المشهد، يظل الدولار قوياً والأسهم الأوروبية متراجعة، فيما يترقب المستثمرون بحذر مخرجات بيانات التضخم الأمريكية وتصريحات مسؤولي
الفيدرالي لتحديد اتجاه الأسواق في الفترة المقبلة.
