أسواق العملات الأجنبية بين ضغوط الدولار وتباين السياسات النقدية العالمية
تشهد أسواق العملات الأجنبية (الفوركس) حالة من التذبذب الملحوظ مع بداية الشهر، في ظل مزيج من العوامل الاقتصادية
والسياسية التي تؤثر على اتجاهات المتداولين.

الدولار الأمريكي تحت الضغط
تراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته منذ أواخر يوليو، مع ترقب المستثمرين لاجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي
وسط توقعات قوية بخفض أسعار الفائدة هذا الشهر. هذا التراجع يعكس الضغوط المتزايدة على العملة الأمريكية نتيجة
بيانات اقتصادية ضعيفة وقرارات قضائية تتعلق بالرسوم الجمركية.
اليورو والاسترليني
اليورو (EUR/USD): استفاد من ضعف الدولار، ليرتفع فوق مستوى 1.11، مدعومًا بتراجع عوائد السندات الأمريكية، لكن
المخاوف بشأن تباطؤ اقتصاد منطقة اليورو ما زالت تحدّ من مكاسبه.
الجنيه الإسترليني (GBP/USD): ارتفع تدريجيًا، مستفيدًا من توقعات بنك إنجلترا بالإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة
أطول لمواجهة التضخم، وهو ما يمنحه دعمًا نسبيًا أمام الدولار.

الين الياباني والعملات الآسيوية
الين الياباني (USD/JPY): شهد تقلبات حادة مع بقاءه قرب مستوى 146، حيث يترقب المستثمرون العملات
الأجنبية أي تدخل محتمل من بنك اليابان للحد من ضعف العملة.
اليوان الصيني: ظل تحت الضغط نتيجة التوترات التجارية وعدم وضوح آفاق التعافي الاقتصادي في الصين،
ما يدفع السلطات لتعزيز السياسات التحفيزية.
عملات السلع
الدولار الأسترالي (AUD/USD): ارتفع بشكل محدود بدعم من أسعار السلع، رغم الضغوط الناجمة عن
تباطؤ العملات الأجنبيةالاقتصاد الصيني.
الدولار الكندي (USD/CAD): يتحرك بتأثر مباشر بأسعار النفط، حيث ساعدت مكاسب الخام الأخيرة على
تقليص خسائره أمام الدولار.
النظرة المستقبلية
يُتوقع أن تبقى أسواق العملات تحت تأثير مباشر للسياسات النقدية وتطورات التجارة العالمية. ففي
حين يواجه الدولار الأمريكي رياحًا معاكسة مع اقتراب خفض الفائدة، قد تستفيد عملات مثل اليورو
والإسترليني من هذا الضعف، بينما تظل العملات الآسيوية والمرتبطة بالسلع أكثر عرضة للتقلبات المرتبطة بالنمو العالمي وأسعار الطاقة.
